لا بد أن أي متداول جيد يعرف التحليل التقني والأساسي وتأثيره على سوق العملات المشفرة. لكن ما هو مؤشر الخوف والطمع وما فائدة تحليل المشاعر في سوق العملات المشفرة؟
من المؤكد أن تحليل المشاعر الذي يتضمن اتخاذ قرارات بناءً على مشاعر المتداولين الآخرين مهم للغاية لا سيما في سوق العملات المشفرة.
تؤثر وجهة نظر كل مستثمر حول توجهات السوق المستقبلية على قراراته عند التداول. فعلى المدى الطويل قد تكون قيمة الشركة هي التي تحدد الأسعار، ولكن على المدى القصير فإن معنويات السوق هي التي تقود تغيرات الأسعار، وهذا يمكن أن يخلق فرصاً استثمارية للمستثمرين على المدى الطويل للعثور على نقاط دخول جذابة.
ما هي معنويات السوق؟
معنويات السوق هي مقياس نوعي لسلوكيات المستثمرين ومشاعرهم العامة حول الأسواق المالية أو حول قسم معين من السوق.
نظراً لأنه لا يمكن تعريف معنويات السوق أو قياسها بدقة فإنه فلا توجد طريقة مميزة واحدة تناسب الجميع لتحليل المشاعر، ومع ذلك فإن هناك طرقاً لتقديرها باستخدام مزيج من بعض المؤشرات التي تعكس معنويات السوق.
أداة تحليل المشاعر: مؤشر الخوف والطمع
هناك أدوات تقوم بإجراء تحليل بسيط لمعنويات السوق العامة في لحظة معينة، فعلى سبيل المثال يجمع مؤشر الخوف والطمع معنويات السوق من مجموعة واسعة من المصادر ويتتبّعها.
توفر العواطف في سوق العملات المشفرة مجموعة أكثر شمولاً من أدوات تحليل المشاعر. وهذه الأدوات تتضمن مؤشر التوازن الاستراتيجي Strategic Equilibrium ومؤشر الثقة المفرطة Overconfidence اللذين يشيران إلى مخاطرة المستثمرين عند تعرضهم لمواقف محفوفة بالمخاطر بناءً على سلوك سعر بيتكوين.
رغم أن جميع الأدوات الآلية والروبوتات والمؤشرات قد تطورت على مر السنين إلا أن الأسواق غير عقلانية للغاية وتغمرها مشاعر بشرية.
توقعَ العديد من المتداولين قفزة حادة في عملات بيتكوين والعملات البديلة بعد توافق الآراء، ولا يهم إن كان ما حدث قبل ثلاث سنوات أمراً عرضياً أم لا.
وهذا يعني أنه إذا توقع عدد كافٍ من المستثمرين حدوث شيء ما هذا العام فإنه فسيحدث.
ما هي مصادر مؤشر الخوف والطمع؟
يتم حساب مؤشر الخوف والطمع حالياً على أساس عملة بيتكوين فقط، إلا أنه يمكن توسيعه أيضاً ليشمل العملات المشفرة البديلة، ولحساب هذا المؤشر يومياً هناك ستة معايير لتقييمها.
الشبكات الاجتماعية بحصة 15%
إن الحديث أكثر عن العملات المشفرة على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون أحد الأسباب التي تجعل المستثمرين أكثر طمعاً.
استطلاعات الرأي بحصة 15%
في الماضي كانت الاستطلاعات تحدد 15% من نتائج مؤشر الخوف والطمع، إلا أنه تم تعليق هذا الخيار الآن وتم توزيع حصته على العوامل الأخرى.
التقلبات بحصة 25%
تعد التقلبات المفرطة في الأسعار علامة على الخوف الموجود في السوق. هذا هو سبب إعطاء 25 بالمائة من الوزن لتقلبات الأسعار في آخر 30 و90 يوماً عند حساب المؤشر.
الاتجاهات بحصة 10%
إحدى الأدوات التي يمكن استخدامها للحصول على معلومات حول مصادر الإنترنت هي الأداة Google Trends، وهذه الأداة مثلما يوحي اسمها هي أداة من جوجل. تزود Google Trends المستخدمين بمعلومات مكثفة عن مصادر الكلمات المفتاحية في محرك بحث جوجل. وبالطبع فإن هذه المعلومات تتطلب تحليلاً دقيقاً وهي أحد العوامل التي تؤثر على مؤشر الخوف والطمع. فعلى سبيل المثال إذا أظهر البحث عن عبارة ”تحليل انخفاض سعر البيتكوين“ كثيراً من النمو فهذه إشارة واضحة على الخوف في السوق.
هيمنة بيتكوين بحصة 10%
يُظهر هذا المؤشر مدى هيمنة بيتكوين على السوق. فعلى سبيل المثال إذا كان مؤشر هيمنة بيتكوين يساوي 60 فهذا يعني أن بيتكوين تمثل 60% من سوق العملات المشفرة الكلي. وفي صيغة مؤشر الخوف والطمع يُفترض أن بيتكوين أكثر أماناً من العملات البديلة. وبالتالي عندما يرتفع مؤشر هيمنته فهذه إشارة إلى خوف المتداولين، ومن جهةٍ أخرى إذا انخفضت هيمنة بيتكوين يصبح الناس أكثر حماسة للاستثمار في العملات المشفرة الأكثر خطورةً.
حجم السوق بحصة 25%
إن حجم المعاملات في سوق العملات المشفرة يُعتبر إشارةً على زيادة الطمع لدى الأفراد. وهذا الرقم مُتضمَّن أيضاً في المؤشر كمتوسط في فترتي 30 يوماً و90 يوماً.
إلى ماذا تشير الأرقام الموجودة في مؤشر الخوف والطمع؟
بشكلٍ عام يتراوح المجال العددي للخط البياني ومؤشر الخوف والطمع من 0 إلى 100 في 5 حالات وهي:
– الخوف الشديد: وهو يشير إلى المجال من 0 إلى 25، حيث يدل على وجود خوف شديد في السوق. يَعتبر بعض المحللين التقنيين أن هذه الحالة مناسبة لدخول السوق.
– الخوف: يُستخدم أيضاً عندما يكون الرقم على الخط البياني من 25 إلى 50، وهو يشير الى وجود خوف بين المستثمرين.
– محايد: يقابل الرقم 50 في الخط البياني ويشير إلى مستوىً متساوٍ من الخوف والطمع في السوق.
– الطمع: عندما يكون الرقم على الخط البياني من 50 إلى 75 فهذا يشير إلى طمع المستثمرين للحصول على مزيد من الأرباح.
– الطمع الشديد: هذه هي الحالة الأخيرة من حالات الخط البياني وهي ترتبط بالمجال من 75 إلى 100 مما يدل على الطمع الشديد للمستخدمين. يحذر المحللون التقنيون من دخول السوق في هذا التوقيت لأن طمع المستخدمين واندفاعهم نحو السوق يرفع الأسعار بشكلٍ كبيرٍ جداً، واحتمال الهبوط واردٌ في أية لحظة.
النقطة الأخيرة
مؤشر الخوف والطمع أو مخطط تحليل العواطف هو واحد من مئات الأدوات الأخرى لتداولٍ أفضل وأقل خطورةً في الأسواق المالية وخاصةً في العملات المشفرة. لكن مثلما هي الحال مع الأدوات الأخرى فإنه يجب استخدام مؤشر الخوف والطمع بالاستراتيجية الصحيحة فليس من الممكن الاستمرار في طريق النجاح وتحقيق الأرباح بمساعدة هذه الأداة وحدها.